السياحة في جزر لنجرهانس مُهددّة في ظلّ التواجد السكري في المنطقة

يوسف إزرارن

عبّرت مجموعة من الأعضاء المهمة في جسم الإنسان كالقلب، الأوعية الدموية والكلى، عن امتعاضها مما أسمته ب »التواجد السكري في الدم »، والذي يشكل -حسبها- خطرا على حياتها ويُضعف من أدائها بشكل عام، في حين اكتفى البنكرياس، المعني الأول في القضية، بالصمت. وكانت قد وجّهت له باقي الأعضاء أصابع الإتهام، مصرحةً بأنه المسؤول عن هذه الوضعية المزرية نتيجة عدم قيامه بمهمته، المتمثلة في إفراز الأنسولين والحفاظ على نسبة معتدلة
. من السكر في الدم

السلطات العليا للجسم، متمثلة في الدماغ، كانت قد عبّرت سابقا عن قلقها الشديد تجاه الوضع السائد على مستوى جزر لنجرهانس التابعة للبنكرياس، التي تم اكتشافها سنة 1869. سعيا منهُ لتهدئة الوضع، أرسل فخامة الدماغ مؤخرا مجموعة من الرسائل العصبية والهرمونية لتهدئة الوضع، مُعتبرا الحوار أفضل وسيلة لحل الأزمة بطرق سلمية، داعيا كافة أعضاء الجسم للتكيف مع الظروف الراهنة بمختلف الوسائل الطبيعية، وفاتحا باب النقاش حول فكرة التدخل الأجنبي المتمثل في الأدوية والأنسولين الاصطناعي، الأمر الذي لم يتقبلهُ الكبد محذّرا من الآثار الجانبية لتناول الأدوية
. ومُقترحا الحمية الغذائية والرياضة كبديل دائم وصحّي

القلب والأوعية الدموية يصرّحان: « بقاء نسبة السكر في الدم مُرتفعة لمدة طويلة يزيد من احتمال الإصابة بذبحة قلبية Infarctus du Myocarde ويسبب انسداد الأوعية »  

في تصريح لها عبر إحدى المجلات، عبرت كل من الأوعية الدموية والقلب عن رفضها التام للتواجد السكري في الدم، وعلّلت ذلك بأن بقاء نسبة « الغلوكوز » مرتفعة لمدة طويلة تُضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب 4 مرات، وتتسبب في انسداد الأوعية الدموية، مما قد يؤدي لحدوث جلطة قلبية إذا كان الانسداد قريبا من القلب، أو حتى جلطة
. دماغية إذا كان الانسداد في الدماغ

وقد صرحت أيضا بأن معظم هذه الحالات ترجع لعدم تفطن المريض لحالته الصحية ولإصابته بالسكري (السكري من الصنف 2 في أغلب الأحيان)، نتيجة عدم ظهور أي أعراض، فتبقى نسبة السكر مرتفعة لمدة طويلة وتكون
. مصحوبة بعديد من المضاعفات. ولهذا، دعت الجميع للقيام بقياس الغلوكوز في دمهم دوريا عند الطبيب أو الصيدلي

العيون تصرح: « ماراكش تشوف بلي ماراكش تشوف مليح؟ »

وتُضيف لقناة العين الإماراتية: « لا نرى سبيلا لحمايتنا غير معالجة السكري سريعا، فمن المعروف أنه المتسبب الأول لفقدان البصر عند البالغين. تعد القرنية أكبر المتضررين من النسبة العالية « للجلوكوز » في الدم، نظرا لهشاشة الأوعية الدموية المحيطة بها والتي تتأثر بذلك. ندعوكم إلى مراجعة طبيب العيون على الأقل مرة سنويا، خصوصا في حالة
. تدنّي الرؤية أو صعوبة تكيف العين عند الانتقال من أماكن مظلمة إلى أخرى مضاءة » 

الكلى: « أنا كلية خدمتي نصفي الدم مالفضلات، مالصبح وأنا نصفي غير فالسكر« 

في حين عبّرت الكلى عن امتعاضها من عدم قيام البنكرياس بعمله، وبأنها تتحمل النتائج بصفة مباشرة كونها المسؤولة عن تصفية الدم. « عندما تكون نسبة السكر عالية، يتوجب عليَّ طرحه خارج الجسم، لكن عندما يستمر الأمر لوقت طويل، فإن الخلايا سوف تتعب، وتبقى الكثير من الفضلات في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. أما إذا استمر الأمر بصفة أطول، فسوف تتضرر الأوعية الدموية المحيطة بي وينتهي الأمر بإصابة في الكلى تتفاوت
. خطورتها وقد تصل إلى درجة القصور الكلوي »

البنكرياس والخلايا « بيتا » يتبادلان الاتهامات…

في حين حمّل البنكرياس، عبر تغريدة له في تويتر، كامل المسؤولية للخلايا « بيتا » الواقعة في جزر لنجرهانس، متّهما إياها بالفساد، وقائلا في نفس السياق بأنها لا تقوم بإنتاج الأنسولين كما ينبغي. نفس الخلايا دافعت عن نفسها بالقول » نعلم أن الأوضاع في جزر لنجرهانس لا تُبشِّر بالخير في ظل امتداد التواجد السكري لمناطق أخرى من الجسم، لكننا ننفي الاتهامات الموجهة إلينا، ففي مرض السكري من النوع الأول تقوم مناعة الجسم بمهاجمتنا فلا نتمكن من صناعة الأنسولين، أما في الصنف الثاني فإن الكبد والعضلات ترفضان عبور الأنسولين الذي ننتجه إلى أراضيها بحجة عدم ملاءمته للمعايير، لكننا بالرغم من ذلك نقوم بمضاعفة المجهود بإنتاج كميات أكبر. نحن ضحية ظروف قاهرة ولسنا المتسببين في الوضعية، لكننا ندعو الإنسان للمساعدة عبرالاستهلاك العقلاني للسكريات، الممارسة اليومية للنشاط
. البدني والعمل على إنقاص الوزن »

أما الدماغ، أكثر عضو استهلاكا للجلوكوز في الجسم، فقد أرسل رسائل عصبية للعضلات كي تتحرك وتتوجه مباشرة نحو طبيب السكّري للقيام بفحوصات شاملة، وقد تناقلت مختلف وسائل الإعلام تصريحا له من إحدى الصيدليات، يقول فيه:  » نُؤمن بأن الأنسولين الاصطناعي والأدوية مثل المتفورمين لها فاعلية في علاج السكري ». تصريح لم يسلم من الانتقادات خصوصا من طرف نقابة الكبد التي وصفته في بيان لها بالأناني والمبالغ فيه، وأضافت في ذات البيان « نحن نعلم بأن فخامة الدماغ يستهلك الجلوكوز بشراهة، لهذا فهو يريد الحصول عليه بأي طريقة ولو على حساب الأعضاء الأخرى. نحن نتفهم كونه أهم عضو في جسم الإنسان وأكثرها حاجة للطاقة، لكننا ندعوه وندعو
: الإنسان من منبرنا هذا إلى استعمال طرق أخرى لمعالجة السكري، والتي نلخصها في النقاط التالية

  1. التزام تغذية طبيعية ومتنوعة من الخضر والفواكه وتجنب المواد التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات
    كالمشروبات الغازية
  2. القيام بممارسة الرياضة بشكل منتظم أسبوعيا
  3. إنقاص الوزن في حالة الابتعاد عن الوزن المثالي
  4. المراجعة والمراقبة الدورية عند الطبيب »