كوفيد 19 ـ نظرة عامّة

حسام الدين سعيداني

كوفيد 19 (مرض الفيروس التاجي 2019) هو الاسم الرسمي الذي اختارته منظمة الصحة العالمية للمرض المعدي الذي يسبّبه النوع الجديد من الفيروسات التاجية (SARS-COV-2 أو الفيروس التاجي 2 المتسبب في المتلازمة التنفسية الحادة الصعبة) والذي تمّ عزله في مدينة ووهان الصينية شهر ديسمبر الفارط.

يوم 11 مارس، نظرا للانتشار الواسع للفيروس في غالبية دول العالم، أعلنت منظمة الصحة العالمية انتقال هذا الوباء إلى جائحة، وهي وباء عالمي ينتشر على نطاق شديد الاتساع يتجاوز الحدود الدُوليَّة.

أكثر من 3.055.000 إصابة تمّ تسجيلها عبر العالم، مع عدد وفيات يصل الى 211.000 متوفى. تعد الولايات المتحدة الأمريكية، اسبانيا وإيطاليا من البلدان الأكثر إصابة، مع 1.004.000، 229.000 و199.000 مصاب على الترتيب. أما في الجزائر، فقد تمّ تسجيل 3.517 مصاب. (معطيات 27. 04. 2020)

تتمّ العدوى من شخص لآخر أساسا عبر الرذاذ (قطرات اللّعاب المتطايرة) الذي ينشره الشخص المصاب عند السعال، العطس أو الكلام مع شخص على قرابة المترين، حيث تكون هذه القطرات مُعدية عند تلامسها مع الأغشية المخاطية (على مستوى الفم، الأنف أو العين)، كما قد تكون مُعديةً عند ملامسة شخص ما لفمه أو أنفه أو عينه، بعد أن كان قد لمس سطحا قد حلّت به هذه القطرات.

متوسط خطر العدوى لشخص مُصاب يتراوح بين 1و5 بالمئة. بإمكان الأشخاص الحاملين للفيروس دون أعراض العدوى أو المرض، والأشخاص الحاملين للفيروس في مرحلة السّبات، نقل الفيروس للآخرين دون أن يتمكّن الأطباء من الكشف وتقييم هذه العدوى.

تبدأ الأعراض بالظهور يومين إلى 14 أيام بعد التعرّض للفيروس. بعض الأشخاص لا يُظهرون أيّ عَرَض مرضي، لكن عند غالبيتهم تظهر العدوى على شكل أعراض بسيطة من بينها سيلان الأنف، ألم في الحنجرة، حمى، آلام في المفاصل وسعال جاف؛ أعراض تشبه بكثير أعراض الأنفلونزا الموسميّة. نادرا – في الحالات الصعبة – يتسبب الفيروس في التهاب رئوي، وفي متلازمة ضيق التنفس الحاد، التي قد تؤدي إلى الموت. غالبا، يدوم هذا المرض أسبوعين في الحالات البسيطة، لكن يمكن أن تمتد مدته الى 6 أسابيع في الحالات الصعبة.

للتنويه، كل شرائح العمر معنية بهذا الفيروس، رغم أن معظم الأشخاص المصابين تتراوح أعمارهم بين 30 و80 سنة. أما بالنسبة للأطفال، فعدد الإصابات ضئيل والإصابات الصعبة منها نادرة.

خطر الموت جرّاء هذا الفيروس يتراوح بين 1 إلى 8 بالمئة، يختلف من بلد لأخر، و يخصّ بشكل أساسي الأشخاص المسنين (فوق 60 سنة) و الأشخاص ذوي الحالات المرضية الخاصة (السكري، أمراض القلب و الأوعية الدموية، ضعف المناعة، العلاج الكيميائي عند مرضى السرطان، الأمراض التنفسية). لكن رغم ذلك، فقد تمّ تسجيل حالات وفاة لدى أشخاص أصحّاء تتراوح أعمارهم بين 30 و40 سنة.

في الوقت الحالي، لا يتوفر أيّ لقاح مضاد لهذا الفيروس، لذلك تبقى الوقاية أفضل سلوك يمكن تبنّيه لتجنّب العدوى؛ أفعال وسلوكيات بسيطة يمكنها إنقاذ أرواح!

‏ـ غسل اليدين دائما وبعناية بالماء والصابون، أو بمحلول كحولي (على الأقل 70 بالمئة كحول)، خاصة في الأماكن العامة وقبل الأكل.

ـ تفادي الاحتكاك القريب (التصافح، التقبيل) والحفاظ على مسافة أقلّها متر مع الشخص الذي يسعل أو يعطســ.

ـ تفادي لمس الأنف، العينين والفم بيدين متسختين.

ـ السُعال أو العطس في انثناء المِرفق أو في منديل ورقي ذي الاستعمال الواحد و رميه بعد استعماله مباشرة.

ـ تجنب الأماكن المكتظة، التجمعات، وسائل النقل العامة و طوابير الانتظار.

ـ التطهير الدائم للمساحات و الأشياء بالماء و الصابون أو بمطهر (مكتب، هاتف، طاولة، قاطع كهربائي، لوحة مفاتيح، باب …إلخ).

‏ـ البقاء في البيت في حالة ظهور أعراض بسيطة، والاتصال بخدمات الطوارئ الطبية أو أعوان الحماية المدنية في حالة تطور الأعراض نحو صعوبة في التنفس.

أخيرا، إنّه لَمِن الواجب على كلّ مواطن إظهار روح التضامن بتبنّي سلوك مسؤولٍ وواعٍ للحدّ من انتشار الفيروس في المجتمع وضمان أفضل تسيير ممكن لهذا الوباء في بلادنا.

     المراجع
1. https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/prepare/prevention.html
2. https://www.who.int/fr/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/advice-for-public
3. https://www.health.harvard.edu/diseases-and-conditions/coronavirus-resource-center#general
4. https://www.worldometers.info/coronavirus/
5. http://covid19.sante.gov.dz/carte/
6. Afir Y, Guerboukha N. Covid-19 – Revue de la Littérature Scientifique & Consignes pour le Personnel de Sante. Medpress. 2020;4.