Burnout – الاحتراق الوظيفي
محمد أمين برجة
لا شك ولا ريب في أن ما يصبو إليه كل طبيب، هو الوقوف على مصالح مرضاه والحرص على تقديم الرعاية الطبية على أتم وأكمل وجه، لكن المبالغة في الاهتمام بمهام العمل والتشبع بمشاكله وضغوطه قد يدفعنا إلى « الاحتراق الوظيفي »، وهي حالة من الإنهاك الفكري والعاطفي والجسماني نتيجة الاستغراق في العمل. في 28 ماي 2019 اعترفت منظمة الصحة العالمية رسميا بهاته المتلازمة، لما لها من نتائج وانعكاسات جدّ سلبية على حياة الأطباء كأفراد، على المرضى وعلى النظام الصحي ككل. سنحاول من خلال هذه الدراسة تقديم نظرة عامة حول الاحتراق الوظيفي، واقتراح مسارات يمكن أن تؤدي إلى حلول لكل من العوامل المساهمة الفردية أو التنظيمية.
ماهو الاحتراق الوظيفي ؟
تم التطرق إلى هذا الموضوع لأول مرة في دراسة أجراها فرودينبارغ، وطوّرتها بعده ماسلاش وزملاؤها، أوضحت أن ضغوطات العمل المزمنة بسبب عدم وفرة الإمكانيات المناسبة للمهام قد تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي (Burnout).
عُرف الاحتراق على أنه متلازمة يشعر خلالها الشخص بنوع من الإرهاق والإنهاك العاطفي، بتبدد شخصيته، وشعوره بعدم الرضا عن إنجازاته خلال تأديته لمهامه.1
• في البيئة الطبية، قد تتجلى سمات الإرهاق العاطفي في فقدان الحماس للعمل، و الشعور بالاستنفاذ الحيوي النفسي في نهاية اليوم، فيجد الطبيب نفسه بأنه استهلك كل طاقته العاطفية ولم يتبقّ له ما قد يقدمه لمريضه من تعاطف، أو لعائلته من حب وتقدير.
• تبدد الشخصية: يعامل الطبيب مرضاه وذويهم كأشياء وليس كأشخاص، ويفقد شيئا فشيئا المعنى والبعد الإنساني لمهنته، وذلك كنتيجة لانعدام ثقته بالقيم الأخلاقية والاجتماعية المزعومة ورفضه للمشاركة الاجتماعية، ما يدعى بالكلبية .(Cynisme)
• الشعور بعدم الرضا عن الإنجازات وتراجع الإنتاجية: يشعر الطبيب المصاب بالاحتراق بعدم فعاليته ونجاعته في مساعدة المرضى، وأنّ لا قيمة فيما يصنعه من جانب الإنجاز الشخصي ولا فيما يقدمه لمرضاه في إطار الرعاية الصحية.
الاحتراق الوظيفي يختلف عن بعض المفاهيم القريبة له في المعنى، مثل الاستياء من العمل، التعب، الإجهاد المهني (Stress Professionnel) والاكتئاب .(Dépression) على الرغم من أنه يرتبط بهذه المشاكل، قد يكون موجودًا في غيابها أو غائبًا في وجودها، خاصة الإنهاك العاطفي الذي هو أحد أعمدة متلازمة الاحتراق الوظيفي، فهو قريب جدا من الاكتئاب، ولكن تبدد الشخصية وتراجع الإنجاز الشخصي يمكّنان من تمييز الاحتراق عن بقية المشاكل النفسية الأخرى. أيضا، على عكس الاكتئاب، فأعراض الاحتراق تزول بمجرد تغيير بيئة العمل.
كيف يقاس ويُقيَّم الاحتراق الوظيفي للطبيب؟
يبقى (Malach Burnout-Inventory-Health Services Survey) MBI-SSH هو المقياس الأمثل والأكثر استخداما لتقييم أعراض الاحتراق، ويتضمن 22 نقطة.2
اختلف العلماء والباحثون في كيفية تحديد وتشخيص الاحتراق الطبي، حيث ذهب بعضهم على وجوب الحصول على درجات عالية في الأعراض الثلاث لكي يُشخَّص المرض. ويرى آخرون بأنّ الحصول على درجات عالية في الإنهاك العاطفي وتبدد الشخصية لوحدهما، كافٍ لاعتبار أن الشخص يعاني من احتراق وظيفي.
على الرغم من الاختلاف، يبقى الإنهاك والاستنفاذ العاطفي هو العنصر الأساسي.
لماذا يجب تشخيص الاحتراق الوظيفي الطبي؟
هذا الموضوع لقي اهتماما واسعا في السّنوات الأخيرة. حيث وُجِد أن معدلات انتشار أعراض الاحتراق تقارب أو تتجاوز 50% في الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من قلة وفرة البيانات والمعطيات في بقية دول العالم، لا يُستبعد وجود أرقام مماثلة.1
جدت الدراسات الحديثة أنّ معدّلات الاحتراق في أوساط الأطبّاء أعلى بشكل ملحوظ مقارنةَ بالوظائف الأخرى، حتى بعد تعديل ساعات العمل وبعض العوامل المساهمة.
جريت دراسة استقصائية (Etude Prospective) سنة 2017 في و.م.أ بشأن الوضع الصّحي لـ 1522 طبيبا مقيما في تخصّص طب الطوارئ )أي %21.1 من العدد الإجمالي لأطباء الطّوارئ في الو.م.أ( على مستوى 250 مركزا، فكان معدّل انتشار الاحتراق .%76.1 وتشير الدراسات إلى أنّ المقيمين في طب الطّوارئ هم من يسجّلون أعلى معدّلات الاحتراق، مقارنة بالتّخصصات الأخرى.3
أوضحت العديد من الدراسات أنّ الأعراض قد تبدأ مبكرا، في كلية الطب نفسها وتزداد أثناء فترة التدريب.
وجدت مراجعة منهجية حديثة وتحليل تجميعي (Méta-Analyse) لانتشار الـ Burnout في وسط أطباء الأورام أنه من بين 4876 مشاركًا مجمَّعًا من 17 دراسة منشورة، كان%32 منهم يعانون من احتراق وظيفي. ووجد تحليل تجميعي سابق لـ 10 دراسات و 2375 مشاركًا عدم تجانس كبير بين الدراسات ولكن بلغ المعدل العام للإنهاك العاطفي ,%33 لتبدد الشخصية34 % ولتراجع الفعالية والإنجاز الشخصي .4%25
الإحتراق الطبي يكتسي هذا القدر من الأهمية لما له من عواقب ونتائج قد تنعكس سلبا على مستوى جودة وتكاليف الرعاية الصحية للمرضى، إضافة إلى الوضع الصحي للأطباء، سلامتهم، وسلامة من يحيطون بهم.
- الانعكاسات على رعاية المرضى:
يؤثر الاحتراق الطبي سلبيا على جودة الرعاية الصحية للمرضى، وكشفت دراسات مُستعرِضَة (Etudes Transversales) أنه يضاعف من احتمالية الأخطاء الطبية، ويزيد من استدعاءات المجالس التأديبية بنسبة %17.1
وناهيك عن ارتباط الاحتراق بشعور الطبيب بعدم الرضا عن إنجازاته، فقد أثبتت الدراسات أيضا علاقته بمدى التزام المريض بالنصائح والوصفات الطبية.
كذلك يمكن أن يستنفد الاحتراق الصفات المهنية للأطباء، فتراهم يجيبون على أسئلة المرضى باستخفاف، أو يتجاهلونها ولا يناقشون معهم خيارات العلاج، أو لا يتعاطفون معهم.
- الانعكاسات على صحة الطبيب:
زيادة على التأثيرات سابقة الذكر، يساهم الاحتراق الطبي بشكل كبير في خلق حالات الاكتئاب، مما يجعل الطبيب يحاول الهروب باللجوء إلى الكحول والتفكير في الانتحار.5 حيث أُثبِتَ أنّ الاكتئاب الناتج عن الاحتراق يؤدي إلى ارتفاع معدّل الانتحار عند الذكور بنسبة40 % وعند الإناث بنسبة %30 من مجموع المعانين من الاكتئاب.2
ما يؤدي الاحتراق الطبي أيضا إلى خطر التعرض لحوادث المرور، حتى بعد أخذ قسط كاف من الراحة.
– الانعكاسات على القوى العاملة وتكاليف النظام الصحي:
الأشخاص المصابون بالاحتراق يكونون أقل انخراطا في العمل، ويرغبون بشكل كبير في ترك وظائفهم.
خلّف هذا المرض أيضا تبعات مالية بالغة، إذ تشير إحدى الدراسات في فرنسا إلى أنّ التكاليف المباشرة وغير المباشرة لعلاج الضغط النفسي تتراوح بين 830 و 1656 مليون يورو سنويا، أي بنسبة تتراوح مابين 10 و20 % من ميزانية الضمان الاجتماعي المخصصة لحوادث العمل و الأمراض المهنية.11
العوامل المساهمة في الاحتراق الوظيفي
الاحتراق الوظيفي نادرا ما يكون مرتبطا بعامل واحد فقط، بل بعدة عوامل معا، قد تكون فردية أو تنظيمية:
– عوامل فردية:
السمات الفردية تلعب دورا جوهريا في الاستجابة لضغط العمل. ردود الفعل إزاء أي عامل ضغط (مثل القيام بمهمة إضافية، أو مواعيد عمل متغيرة، أو نظام عمل مختلف، إلخ) تتغير من فرد لآخر. فقد يرى بعض الأشخاص في عوامل الضغط تحديا يتيح لهم ممارسة مهاراتهم، بينما لا يرى البعض الآخر فيها سوى جانب الخطر والتهديد.
وعادة ما يأتي الاحتراق الوظيفي نتيجة لعدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية، كالعمل لساعات طويلة في اليوم، عدم الفصل بين مشاكل العمل والمشاكل الشخصية، نقل جو العمل إلى داخل البيت، الاتصالات الهاتفية الليلية المتعلقة بالعمل… إلخ.
أوضحت دراسات مُستعرِضَة للأطباء عن زيادة في احتمال الإصابة بالاحتراق الوظيفي بنسبة %3 لكل ساعة إضافية في الأسبوع، وبنسبة تصل إلى %9 لكل ليلة إضافية أو عطلة نهاية الأسبوع، وبنسبة %2 لكل ساعة في الأسبوع تنجز فيها مهام العمل في البيت.6
الإضافة إلى ذلك، أوضحت الدراسات أن زيادة الوقت المستغرق في فحص المرضى، أو فحص عدد كبير منهم، وتقليل الوقت المخصص للأنشطة البحثية والتعليمية، يزيد من احتمالية الاحتراق الوظيفي.2
وقد تم إثبات أن معدلات أعراض الاحتراق الوظيفي تختلف باختلاف التخصّصات الطبية. مثلا في: علم الأوبئة والطب الوقائي، طب العمل… تقل معدلاته بنسبة %40 عن تخصصات أخرى مثل: طب الطوارئ، والتخصصات الجراحية )إذ تقتضي من الأطباء المقيمين التفاني في العمل، الالتزام بالوقت والتضحية الشخصية، حتى يكونوا ناجحين في مهنتهم كجراحين(.1،7
على الرغم من أن الجنس ليس دوما مؤشرا مستقلا للاحتراق الوظيفي، إلا أن بعض الدراسات أوضحت أنّ الطبيبات لديهن زيادة في احتمال الإصابة به بنسبة .%20-60 وقد يرجع ذلك إلى الضغوط الإضافية التي تتعرض لها المرأة في المنزل، والتي تحول دون تحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية.1
وقد وُجِد أنّ احتمالية الإصابة قد تزيد بنسبة23 % عندما يكون شريك الحياة يعمل خارج السلك الطبي.1
هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى الاحتراق، كوجود سوابق مرضية نفسية شخصية أو عائلية، الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة، سمات شخصية معينة…7
- عوامل الجو التنظيمي:
السلوكات القيادية السلبية ، ضغوط العمل، المطالبة بأداء المهمة على أكمل وجه رغم قلة الإمكانيات وعدم توفر الأدوات، ضعف الحياة الاجتماعية وغياب التعاون في بيئة العمل) فيشعر الموظفون بأنهم يتعاملون مع الأدوات وكأنهم آلات لا زملاء)، قلة التعزيز الإيجابي (عدم مكافأة الموظف على الأعمال الإبداعية أو العمل الإضافي الذي يقوم به:( كل هذه العوامل تؤدي بشكل كبير إلى الاحتراق الوظيفي.
وتقترح دراسات علمية كثيرة أنّ توفير صلاحيات كافية لإنجاز المهام والسيطرة على مشاكل العمل للأطباء، يجعلهم يتمتعون برضا وظيفي عال ومعدل أقل من التوتر.5
التجارب المهنية الصادمة أيضا تزيد من حدّة الاحتراق الوظيفي، فالأطباء المختصون في علم الأورام في و.م.أ يمتلكون أعلى نسبة استدعاء في المجالس التأديبية مقارنة بباقي الاختصاصات. قد يرجع ذلك أيضا إلى بعض التحديات المهنية التي يواجهونها كنقل أخبار سيئة للمرضى، خاصة وأنهم يتعاملون مع أشخاص يعانون من سرطانات غير قابلة للشفاء.2
كيفية الوقاية والتخفيف من الاحتراق الوظيفي الطبي
يمكن استخدام نفس الاستراتيجيات التي تساعد على منع الاحتراق في التعافي منه:
– على المستوى الفردي:
الاعتناء بالنفس: هو مفهوم ديناميكي يتطلب تحقيق الراحة بمختلف أبعادها: الجسدية ، النفسية العاطفية والروحية.
يساعد النشاط البدني، من خلال ممارسة الرياضة ومختلف ألعاب القوى، على التعامل بشكل أفضل مع الضغط العصبي، ويساهم بشكل كبير في الانتقال بالتفكير بعيدا عن جو العمل ومشاكله.
أيضا اتباع بعض تقنيات الاسترخاء له دور بالغ في التخفيف من الضغط العصبي، كممارسة اليقظة التامة (Mindfulness)، وهو نوع من أنواع التأمل، يركز فيه الشخص على أن يكون واعيًا بشدة بما يحسه ويشعر به في الوقت الحالي، و تتضمن طرقًا للتنفس والتخيل الموجه وغيرها من الممارسات لتهدئة الجسم والعقل والمساعدة في تقليل التوتر.
أما الروحانية فهي ما يعطي معنى للحياة من خلال مجموعة القيم والمعاني العميقة التي يعيش بموجبها البشر. والانخراط في أي شكل من أشكالها، كالممارسات الدينية والتأمل وغيرها، له شأن كبير في سد الفراغ الروحي و الحد من التوتر.
والأمر الذي لا بد منه، هو أن يتعلم الفرد أن يقول ‘لا’، أن يقول ‘لا’ لعروض عمل أو مهمات تأكل من وقت راحته، ‘لا’ لتكليفات تتجاوز طاقته. يجب عليه أن يضع حدودا في عمله، يأخذ قسطا كافيا من النوم، ويجد وقتا ليقضيه مع عائلته وأصدقائه.
- على المستوى التنظيمي:
لا يمكن في أي حالة من الحالات الاعتماد على الإجراءات على الصعيد الفردي، دون تحسين ظروف العمل، لأنها لن تغير شيئا، ومثال ذلك دراسة أجريت لتقييم برنامج تضمن ممارسة نشاط بدني و تحسين في نوعية الحياة على مدى 21 أسبوعا، استهدف الأطباء المقيمين بالطب الباطني، دون تحسين ظروف العمل، فلم يُسجَّل أي انخفاض في معدلات الاحتراق.8
قام West et al. بتجربة عشوائية منتظمة (Essai Randomisé Côntrolé)، على 74 طبيبا مختصا في الطب الباطني بين عامي 2010 و 2012 لمدة 9 أشهر، قاموا خلالها بتشكيل مجموعات صغيرة من أجل النقاش وتبادل المعارف والآراء، ومن وقت لآخر كانوا يبرمجون لهم دورات تكوينية حول كيفية تحقيق التوازن بين الحياة العملية والخاصة، وأخرى حول رعاية المرضى.. خلال تلك المدة، تم جدولة وقت فارغ للأطباء، يستغلونه كما يحلو لهم. فكانت النتائج مذهلة بانخفاض جد ملحوظ في معدلات تبدد الشخصية، مقارنة مع المشاركين الشواهد.9
ظهرت أيضا دراسة جماعية لـ 221 طبيبًا نرويجيًا أن جلسات الاستشارة العلاجية الفردية أو الجماعية أدت إلى انخفاض ملحوظ في الإنهاك العاطفي بعد عام واحد فقط.10
على المستوى التنظيمي، يجب أيضا أخذ الـ Burnout بعين الاعتبار وإدراج مراعاته ضمن معايير الروح القيادية ومؤشرات الجودة. لأن القادة والمسؤولين لهم دور بالغ في التغيير والمساعدة في تشكيل ثقافة مكان العمل. يجب أن يكونوا مستمعين، ويحاولون التفاعل مع زملائهم وتحفيزهم من خلال بلورة اهتماماتهم واقتراحاتهم إلى حلول عملية، تساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية والتخفيف من معدلات الاحتراق.
الخاتمة
البحث في مجال الاحتراق الوظيفي أصبح من أولى الضروريات، حتى يُنظَر إلى الطبيب ويُتعامَل معه على أنّه إنسان، ليس آلة فقط لتقديم الخدمات. والاحتراق ظاهرة ليست بالنادرة، بل تزداد تأزما باستمرار، وتتأزم معها حال مؤسسات وأنظمة الرعاية الصحية. لذا يجب تجنيد كل الوسائل للمساعدة على تخفيف الضغط الوظيفي، وجعله في قلب الاستراتيجيات الوطنية والعالمية لتحسين الرعاية الصحية.
المراجع:
1West, C., Dyrbye, L., & Shanafelt, T. (2018). Physician burnout
contributors, consequences and solutions. Journal Of Internal
Medicine, 283(6), 516-529.
2Murali, K., & Banerjee, S. (2018). Burnout in oncologists
is a serious issue: What can we do about it?. Cancer Treatment
Reviews, 68, 55-61.
3Lin, M., Battaglioli, N., Melamed, M., Mott, S., Chung, A
& Robinson, D. (2019). High Prevalence of Burnout Among US
Emergency Medicine Residents: Results From the 2017 National
Emergency Medicine Wellness Survey. Annals Of Emergency Medicine,
74(5), 682-690.
4Trufelli D, Bensi C, Garcia J, et al. Burnout in cancer professionals
a systematic review and meta-analysis. Eur J Cancer Care
(Engl). 2008;6:524–31.
5Elmore, L., Jeffe, D., Jin, L., Awad, M., & Turnbull, I. (2016.
National Survey of Burnout among US General Surgery Residents.
Journal Of The American College Of Surgeons, 223(3), 440-451.
6Shanafelt TD, West CP, Sloan JA et al. Career fit and burnout among academic faculty. Arch Intern Med 2009; 169: 990–5.
7Siegel, T., & Nagengast, A. (2019). Mitigating Burnout. Surgical
Clinics Of North America, 99(5), 1029-1035.
8Weight C, Sellon J, Lessard-Anderson C, Shanafelt T, Olsen
K, Laskowski E. Physical activity, quality of life, and burnout
among physician trainees: the effect of a team-based, incentivized
exercise program. Mayo Clin Proc 2013;88:1435–42.
9West C, Dyrbye L, Rabatin J, et al. Intervention to promote
physician wellbeing, job satisfaction, and professionalism a randomized
clinical trial. JAMA Intern Med 2014;174(4):527–33.
10Rø K, Gude T, Tyssen R, Aasland O. Counselling for
burnout in Norwegian doctors: one year cohort study. BMJ
2008;337:a2004.
11http://www.inrs.fr/dms/inrs/CataloguePapier/DMT/TITD
155/td155.pdf