من علماء الجزائر : البروفيسور جمال لكحل
البروفيسور جمال لكحل عالم الجزائر 2018
تم مساء يوم السبت الموافق ل 15 ديسمبر 2018 تكريم البروفيسور جمال لكحل خبير ميكانيك الموائع بوسام العالم الجزائري لسنة 2018 في طبعته الحادية عشر من طرف مؤسسة وسام العالم الجزائري بقاعة أوبرا الجزائر
.بوعلام بسايح، بحضور اسماء بارزة من علماء وباحثين وطلبة
تجدد المؤسسة موعدها كل سنة بتكريم عالم جزائري بوسامها وذلك تحت شعار « نعم، للجزائر علماؤها » وقد سجلت الطبعات العشر الماضية لـ « وسام العالم الجزائري » منذ إطلاقها سنة 2007، تكريم عديد العلماء في مختلف التخصصات العلمية، منهم الراحل الدكتور أبوالقاسم سعد الله، الدكتور محمد ناصر، البروفيسور بلقاسم حبة
. البروفيسور بن عيسى عبد النبي وغيره
وهاته السنة كان الدور على الباحث الجزائري الشاب جمال لكحل وهو من خريجي المدرسة الجزائرية، درس فيها سائر أطوار التعليم إلى المرحلة الجامعية أين اختار الهجرة ليشقّ طريقه نحو نجاحات باهرة ومتميزة في مجال
. تخصصه، واستحق بما بذله من جهود وإسهامات داخل الوطن وخارجه وسام العالم بكل جدارة واستحقاق
لمحة عن حياة الدكتور
في باتنة عروس الأوراس الأشم ولد جمال لكحل في التاسع من نوفمبر المجيد سنة 1965 وبين والدين متعلمين حرصا على تلقين ابنهم جمال، حرصا كل الحرص على تنشئة ابنهم على مكارم الأخلاق وعلى حب العلم، كما ساهم أساتذة المرحلة الابتدائية في غرس القيم والأخلاق، الدين والعلم، حب الوطن والمطالعة ما جعل للبروفسور قوة في
. استيعاب المعلومات في مختلف اللغات وقدرة مواجهة مختلف تحديات العالم الخارجي مستمسكا بأصالته
ذكر المتحدث في تدخله أول روائي قرأ له وهو محمد ديب، وعمره آنذاك 12 سنة، وكانت أول رواية يقتنيها رواية « نجمة » لكاتب ياسين، كما أشار إلى أنه كان يقرأ للصحفيين والكتاب الجزائريين ما شكل لديه وعيا ساعده في مواجهة الأمواج الثقافية في الغرب، يقول: « لا أحد يمكنه أن ينشأ ويتكون منفردا، فقط مع بيئته، وعائلته، وأصدقائه…
. « تتشكل شخصيته، ويكسب التوازن الضروري للحياة
زاول دراسته الجامعية بالجزائر (جامعتي بومرداس وباتنة) أين أسس البروفسور مع زملائه الطلبة بباتنة ناديا ثقافيا أطلق عليه تسمية « لو ميكانو* » ، حيث يعمل هذا النادي على اصدار مجلة علمية دورية يشارك فيها جمال وزملاؤه
. مقالاتهم
بعد أن حصل على الماجستير والدكتوراه في ميكانيك الموائع من جامعة باتنة للتكنولوجيا، هاجر إلى الخارج من أجل التفرغ للبحث العلمي أين أثبت قدراته أينما حلّ وارتحل في كبرى الجامعات العالمية، ثم إلى سويسرا أواسط التسعينيات، في سنوات وصفها بالقاسية على الجزائر ويقصد « العشرية السوداء »، وواصل دراسته فيما بعد بألمانيا أين تقلّد العديد من المسؤوليات والمناصب أهمها تعيينه كخبير في قضية تسريب النفط في خليج المكسيك سنة 2010. بالإضافة إلى كونه أستاذا في معهد تكنولوجيا الطاقة (إي تي أتش) بزيوريخ السويسرية ،و يشغل حاليا منصب مدير
. أعمال الشركة الدولية « بويري** » التي يقع مقرها في فنلندا، أين طور اختراعه المتمثل بتحويل الخشب إلى ورق
مجريات حفل التكريم
شهد الحفل حضور جمع غفير من العلماء والباحثين والطلبة، حيث امتلأت قاعة الأوبرا عن آخرها، رجالٌ ونساءٌ جاؤوا ليلاً للاحتفاء بالعلم والعلماء و بالتفوق الجزائري الذي جسده بحق الدكتور »جمال لكحل » في ميدان العلم، واستغلالا منهم لفرصة الاحتكاك بأهل العلم والعلماء من الوجوه التي تم تكريمها في الطبعات السابقة للحفل على غرار رئيس جمعية العلماء المسلمين الدكتورعبد الرزاق قسوم، المؤرخ الجزائري أحمد جبار، الأستاذ الهادي
. حسني، العلامة سعيد بويزري و غيرهم
افتتح الحفل، بعد تلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم، ووقوف لأداء النشيد الوطني، باستعراض مقتطفات من مسيرة البروفيسور جمال لكحل العلمية. كما ضم الشريط شهادات لأصدقاء البروفسور ومعلميه ومجموعة من الباحثين الذين اشتغل معهم، كلهم شهدوا على جدّيته ومثابرته وخصاله الطيبة وأخلاقه العالية. كما أكدّوا حبه لعائلته وأقاربه ولوطنه
. الأم حيث يزورهم كلما أتيحت له الفرصة
عبر الدكتور في عن سعادته بهذا التكريم في كلمة ألقاها باللغة العربية الذي أعتبره تحديا وفرصة له لممارستها وأنهى كلمته بالفرنسية أمام جمهور جزائري يفهم ويتقن كلا اللغتين العربية والفرنسية مشيرا أن اللغات وسيلة يجب اتقانها
. والتحكم فيها بعيدا عن الثقافة التي تحملنها
توجه جمال لكحل بالشكر للجمعية على منحه وسام العالم الجزائري قائلا: « أشكر جمعية الوسام على مبادرتها أولا، وعلى تشريفها لي بهذه الجائزة ». وأضاف: « أتشرف بجائزة وسام العالم الجزائري التي في الحقيقة كنت بادئ الأمر مترددا نوعا ما في قبولها لأني لا أعتبر نفسي عالما، يوجد داخل وخارج الوطن جزائريون يتمتعون بكفاءات عالية أكبر … » واستطرد قائلا: التشريف في ثقافتنا وفي وطننا الأم خاصة معناه تكليفك بـمهمة اجتماعية قوية وعميقة
. المعنى لا فرار منها، ومن الواجب تقبلها ببساطة وتواضع تام
أشار لكحل إلى أنّ « الجالية الجزائرية في الخارج عملت لفائدة بلادها منذ نحو قرن ووجب عدم قطع هذه الصلة » ولفت النظر إلى ضرورة الاهتمام بالشباب الجزائري الذي ملّ من الوضع، واعتبر أنّ تقدم البلاد والأمّة ينبغي أن
. يقوم على الاهتمام بكل الجوانب سواء العلمية أو الثقافية أو الإبداعية
يؤكد الدكتور في الأخير على أن العلم وحده لا يكفي، حيث يجب التحلي بالانضباط والأخلاق وتمكين العقول من التفتح على العالم بتحريرها منذ الصغر وتنشئتها على حب العلوم، وأبدى جمال حرصه الفائق بالصغار والنظام التربوي الذي يرى بأنه يجب أن يكون فيه أكثر من التطبيق والتحبيب للأطفال متعة التعلم والاكتشاف، فالمراتب
. الأولى لا تهم بقدر ما يهم الاجتهاد في العمل وبشكل جيد وممتع
أبدى المتحدث عن اهتمامه بمستقبل الجزائر، يقول: (اليوم العالم الجديد؛ هو عالم التكنولوجيات)، ولهذا يؤكد الدكتور والباحث على وجوب ايجاد نظرة استشرافية للمستقبل من أجل إعادة إطلاق قطار التقدم التكنولوجي للبلاد منوّها بالكفاءات والطاقات البشرية الموجودة في الجزائر والتي بها يتحقق النجاح. فمن الضروري إعادة النظر في كيفية
. تنظيم البرامج للجامعات في شتى المجالات وتسطير الأهداف على المدى البعيد
وفي كلمته التي ألقاها، أوضح المشرف العام على مؤسسة وسام العالم الجزائري الدكتور محمد باباعمي أنه تم اختيار البروفسور لكحل نظير جهوده وإنجازاته الكبرى في مجالات عدة كالمياه وأنظمة الطاقة والنفط والغاز وميكانيك
. السوائل والهندسة البيئية التي ستسهم في النهوض باقتصاد البلد
وفي حوار ثلاثي جمع العالم المتوج بمدير المؤسسة الدكتور طه كوزي وبالمخترع الجزائري بلقاسم حبة، نوّه الجميع الى ضرورة تثمين مثل هاته المناسبات والفعاليات بإبرازها إعلاميا كما قدموا نصائح قيمة للشباب الذي يروم مسلك
. العلم
وبدورهم هنّأ العلماء المتوجون في الطبعات السابقة صاحب الوسام وتمنوا له مزيدا من النجاح والتفوق في مسيرته، كما كان لكلماتهم الأثر الكبير في نفوس الحاضرين حيث نبهوا على ضرورة ارتباط العلم بالأصالة وبحمله لرسالة الأمة حيث أن العالم مدين لوطنه وأمته بإنجازاته، ولا فرق بين من هو داخل أرض الوطن أو خارجها مادام الكل
. يعمل لإعلاء مقصد العلم ولازدهار الجزائر
واختتم الحفل بتكريمات رمزية للمساهمين الذين أبوا الا ان يكون لهم نصيب وفضل في تكريم العلم في الجزائر،
. ليفترق الجمع على دعاء من صاحب وسام العالم الجزائري في طبعة سابقة الشيخ عبد الرحمن بعموري
نبيل ڨربوخة
* Le Mequannou
** POYRY