الملتقى الوطني للقراءة ـ بسكرة تقرأ
محمد أمين برجة
وأَذِّنْ في معشر العقول بالفكر يأتوك من كل فجٍ ومن كل تخصّصٍ ساعين ،لتبادل المعارف راجين ،و للنّهوض بالأمّة طامحين. هاته المرّة كانت بسكرة مَحَجَّ أولي الفكر. حيث تجري المياه بين الواحات و تنعرج النخيل تحت ثقل الثمار، تلتقي العقول و تلتحم القلوب ،فتزدهي الأنفس وتتغنى
كان لنا شرف الدّعوة للمشاركة في ملتقى القراءة الوطني في طبعته الثانية، ومن خلاله شرف ملاقاة الأصدقاء والتعرّف على ناشطي البيئة الثّقافية المحليّة خاصّة والوطنية عامّة.
،تشَارَكَ فريق المجلة حافلة مع مجموعة تنوين لكلية الطب، و قراء النهضة ـ البليدة ـ، في جو أخوي وشبّاني عشناه لستّ ساعات، مدّة الرحلة، التي خُتِمت فور وصولنا إلى مكان الإقامة، بإكرامية بسكرية، من دقلة نخيلها ولبن بعيرها !
في الصبيحة الموالية، بعد اقتناء فطور الصباح، استقلّينا الحافلةَ متوجّهين إلى حديقة لندو، أين تمّ تنظيم ورشات عدةٍ لمختلف الأعمارمنها : ورشة القراءة في الهواء الطّلق وورشة كروموزوم السعادة للمصابين بمتلازمة داون، وأخرى للمكفوفين ،أمّا نحن على غرارنا من كلّ المجموعات المشاركة فقد خُصّص لنا جناحٌ تمكّن فيه أعضاء مجلّتنا من التّعريف بعملنا المتواضع ،تقديمه والخوض في ماهية وجو ،همؤكِّدين على أنّ العمل الثَّقافي تكليف قبل أن يكون تشريف ،إيمانا منَّا بأنَّ على الطّالب الجزائري الانتقال من مقام التِّقني المختص البحت ،الى مقام الرجل الموسوعي المُحصَّنِ بالمبادئ والمُحيط بالمعارف، فهو إنسان قبل أن يكون طالبا.
في الفترة المسائية ،شهدت قاعة المحاضرات بمتحف المجاهد في افتتاح منصَّة تفاعلية للقراءة تحت مسمى ـأبوليس ـ…عشنا خلالها أجواءً تفاعلية ايجابية بين الكُتَّاب الذين أفادونا بمعلوماتٍ قيِّمةٍ اسْتَقَوْهَا من تجاربهم في الحقل الأدبي ،وأفادونا بها ،مع مداخلات من طرف الحضور الذي جمع ثلّة من المبدعين والمهتمّين بالقراءة والمطالعة من مختلف ربوع الوطن وخارجه.
في اليوم الموالي ،انتقلنا مجددا إلى مدينة بسكرة .فكانت أول محطاتنا لذلك اليوم ،منهل العلوم وبنك المعارف :المكتبة ، حيث تعرّفنا عليها وما تحويه من فروع خاصة ونوعية النشاطات التي تقوم بها ،وأشرف عمالها على تأطير مسابقةٍ حول القراءة السريعة في جوٍّ تنافسي جميل
ولمّا كان التّراث جزءً من هوية الشعوب ،تميّزه عن غيره وتحفظ ذاكرته ،ارتأى منظّمُو التّظاهرة الثّقافية أن يصطحبونا في جولة سياحية إلى دشرة ليشانة ،جوهرة أثرية في قلب الصحراء الجزائرية ،وواحدة من الآثار الحضارية التي تشهد على فترة عريقة تعود إلى العهد الروماني، يرجع تاريخ تشييدها إلى القرن الثاني ميلادي.
و قبل الحفل الختامي، قمنا بزيارةٍ إلى متحف المجاهد العقيد شعباني الذي يحتوي على لباسه وأسلحته إبَّان الثَّورة التحريرية
نهاية الملتقى تكللت بالتّكريمات وتبادل التّهاني،و فتح منصّة بين رؤساء النّوادي المشاركة نم أجل تبادل الخبرات المختلفة و التجارب المكتسبة
جزيل الشكر لجمعية بسكرة تقرأ ولكلّ المشاركين من جلّ ربوع الوطن وخارجها. فبفضل كذلك ملتقيات نتمكن من تقوية عزيمتنا ومضاعفة عملنا، لكي نرتقي جميعا معا بجزائرنا !